تمهيد:
أظهرت كتابات عديدة في التعليم الجامعي، أن الطالب أحد مصادر المشكلات التي تحدث في الحياة الجامعية، وبررت ذلك بسبب جهلهم بسمات طالب الجامعة المثالي وواجباته، وبالتالي فإن تصرفات البعض منهم تستند على مبدأ المحاولة والخطأ، وللبعض الآخر على قلة الاكتراث. ففي الوقت التي تنادي الاتجاهات المعاصرة في التعليم الجامعي بأن الطالب يكون عضواً مهماً في أسرة الجامعة، وأن يكون شريكاً فاعلاً في صناعة سمعتها وهيبتها في المجتمع، لذا فإنها تنادي بأهمية وجود سمات للطالب المثالي في الجامعة، وضرورة تحلي طلابها بها، ومحاسبتهم عليها.
تواجه طالب الجامعة اليوم تحديات تؤثر في فكره ومنطقه وفعله، وقد تزين له التحلل من الضوابط التي يرتضيها المجتمع وترتضيها الجامعة، وبالتالي يرتكب سلوكيات تتسبب في سوء علاقته بربه، أو تسهم في تدني ثقته بنفسه،أو تؤدي إلى ضعف في دراسته، أو تسبب توتراً في علاقته بمدرسيه وزملائه، أو يكون عضواً مزعجاً في جامعته ومجتمعه.وهذه الحال لا يرتضيه طالب الجامعة لنفسه.أما في حالة تحصينه بالأخلاقيات التي يجب أن يلتزم بها في كافة تفاعلاته في الحياة الجامعية، فإنه يستطيع أن يواجه هذه التحديات باقتدار.
المادة الأولى- أهداف الميثاق:
يحقق وجود ميثاق أخلاقي لطالب الجامعة فوائد عدة، كإثارة اهتمامه وتفكيره في طبيعة دوره، ويشعره بالمسئولية تجاه جامعته، ويمكن اتخاذه كمعيار لمقارنة الأعمال الفعلية بالمثالية، ويوضح له مستوى التحسن في أدائه، ومراجعة شاملة لأهدافه، وإشاعة روح المنافسة الشريفة بينه وزملائه، لدلك بات من المهم التأكيد على دور الجامعة في تنمية شخصية طلابها باعتبارهم الركن الثاني في الحياة الجامعية، وحتى يكونوا قادرين على تحقيق التنمية العلمية و المهنية بصورة مستمرة.
المادة الثانية- آليات الميثاق:
يتطلب الميثاق الأخلاقي بأن تعرف الجامعة الطالب بأن له رسالة بالغة الأهمية، وأنها تنظر إليها على أنها لا تقل أهمية عن رسالة عضو هيئة التدريس. وقد أكدت الاتجاهات المعاصرة في مجال طالب الجامعة ضرورة إشراكه في أكثر تفاعلات الجامعة، إذ إنه عضو في العملية التعليمية، وشريك مهم في تخطيط وتنفيذ وتقويم الأنشطة الطلابية، وعنصر فاعل في تقويم أداء مدرسيه، بل إن الاتجاهات الحديثة في التعليم الجامعي، قررت له مساهمات أخرى، تسهم في النهاية في الارتقاء بسمعة جامعته، وجعلها في مصاف الجامعـات المتميزة على صعيد الجامعات المحلية والوطنية، وعلى صعيد الجامعات الإقليمية والدولية سواء ذات الجوار أو البعيدة .لذلك فمن المفيد أن تحدد له أخلاقيات تعينه على الصواب في كل تفاعلاته الجامعية
المادة الثالثة-مجالات الميثاق:
الأخلاقيات التي يجب أن يلتزم بها طالب الجامعة:
-أخلاقياته نحو ربًه. -أخلاقياته نحو نفسه. -أخلاقياته نحو دراسته.
-أخلاقياته نحو مدرسيه. -أخلاقياته نحو زملائه. -أخلاقياته نحو جامعته.
-أخلاقياته نحو مجتمعه.
المادة الرابعة-أخلاقيات الطالب نحو ربًه:
يعد هذا المجال من أشرف أخلاقيات طالب الجامعة على الإطلاق؛ لأنه بمنزلة القلب في الجسد، فإذا صلح مع ربًه صلحت حاله مع عناصر العملية التعليمية الأخرى. ويقصد به مجموعة المبادىء والقواعد التي تضبط وتوجه علاقة الطالب بربًه تعالى في مختلف حالاته، فهو يؤدي كافة أخلاقياته وفق مجالاتها المختلفة وكأنه يرى الله تبارك وتعالى. وتتعدد أخلاقيات طالب الجامعة نحو ربًه،ومنها:
وهذا يعني أن يكون مقصده من طلب العلم هو تنوير فكره، وتهذيب منطقه، وتحسين أفعاله؛ بقصد صياغة طالب العلم المسلـم الذي سيكون قادراً على خدمـة دينه بالوسائل المتاحة والمشروعة.
ويعني أن يتذكر طالب الجامعة أن طلب العلم ليس بالأمر الميسور،بحيث يستطيع أن يحصلـه بدون بذل كل في وسعه من طاقة،وتحمـل الصعوبات التي تصادفه سواء أكانت شخصية وتتمثل فـي المجهود الجسدي أو المالـي أو الذهني أو الاجتماعي وتتصل بأفراد الأسرة ،أو وظيفية وتتصل بساعات العمل ومتطلباته.
يشير هـذا الخلق إلى ترجمة ما تعلمه نظرياً في المواقف التي تصادفه في حياته اليومية، فعندما تعلم معنى الصبر عليه أن يطبق معناها عند طلب العلم وما يتطلب من جهود. ويعد هذا الخلق مبدأ تربوياً مهماً فـي التربية الإسلامية.
ويتطلب تحقيق أخلاقيات طالب الجامعة نحو ربًه بالتقرب إلى الله تعالى بالعبادة، وبالعمل الصالح، وبالوقاية من عوامل الانحراف الروحي.
ومن الآثار التربوية لأخلاقيات طالب الجامعة نحو ربًه تكوين الشخصية المؤمنة الصابرة التي تعمل علـى تهذيب النفس وضبط الدوافع وتوجيه الرغبات وصقل الشخصية واستقامة خلقه. ومن الآثار حبً الخير والاستكثار من أعمال البر فيكون المسلم دائماً مشدوداً إلى الله في كل أعماله بنية الخاشـع، ومن الآثار وحـدة الهدف الذي يتمثل في كسب مرضاة الله في كل الظروف والأحوال.
المادة الخامسة-أخلاقيات الطالب نحو نفسه:
يقصد بهذا المجال مجموعة المبادىء والقواعد المسؤولة عن ضبط وتوجيه تصرفات الطالب نحو نفسه. وتتعـدد أخلاقيات طالب الجامعة نحو نفسه، وتؤثر أخلاقياته نحو ربًه على سلوكه نحو نفسه، وبالتالي تجعله يتحلى بمجموعـة من الأخلاقيات التي من شأنها أن تعينه على أداء تصرفات تميزه عن غيره من أقرانه الطلاب المقصرين نحو ربهم. ومن أخلاقيات هذا المجال:
يشير هذا الخلق إلى توافر العزيمة الصادقة والصلبة لدى الطالب لتحصيل العلم مهما تطلب من جهود وقابلته صعوبات. وأن يضع نصب عينيه نماذج مميزة من الناجحين من العلماء والخبراء في تخصصات العلم المختلفة والذين تغلبوا على صعوباتهم لنيل الدرجات العلى.
ويقصد بهذا الخلق أن يكون الطالب طيب الذكر، جميل المعاشرة، متزن في فكره وقوله وعمله، وأن يبتعد عن كافة التصرفات السيئة، وهذا الخلق يجعله خير سفير لعائلته ومدرسته ومدرسيه السابقين وهـو بهذه الحال يختلف عن طالب لا يكترث من فعل ما يشاء من الأعمال ولا يعير لنهايتها المؤسفة اهتماماً.
ويقصد بهذا الخلق أن يكون الطالب لديه هدف واضح يتناسب مع إمكاناته الشخصية من دراسته الجامعيـة ومن اختيار تخصصه العلمي، وبالتالي يبذل الجهود التي يرى أنها مساعدة لتحقيق هدفه. والطالـب الذي لديه تصور جيد عن حاجـات سوق العمل، من حيث التخصص والمؤهل والمهارات يعيش الحياة العملية وهو على قيد الدراسة الجامعية.
ويعني هـذا الخلق أن يكون الطالب لديه قدرة عالية في التمييز، إذ يميز بين السلوك المقبول والمرفوض في مجتمعه وجامعته، ويميز بينه وبين الآخرين في قدراته واهتماماته، وحاجاته، وعاداته الدراسية، ولا ينجرف مع البدائل الوافدة التي تعتبر من الغرائب على ثقافته، ولا يخـجل من الأخذ بما ينسجم مع ثوابته الأصيلة. هذه الحال تجعل الطالب جديراً بالتقدير الاجتماعي في الجامعة والمجتمع؛ لأنه نموذج الطالب المسلم الذي تبتغيه أي جامعة في طلابها.
-
احترام دوره البنائي في الحياة:
ويعني هـذا الخلق أن الطالب له دور فـي تشكيل شخصيته، وفي تكوين نظرة الآخرين إليه، وبالتالي نوعية التعامل معه في أي مكان وزمن.كما أن له دوراً في رسم السياسات التربوية وتنفيذها ومراجعتها؛ لأنه عضو فاعل في تفاعلات الحياة الجامعية التي تتصل بالطالب سواء العملية التعليمية، أو الأنشطـة الطلابية، أو العلاقات التبادلية مع أعضـاء هيئة التدريس، أو زملائه، أو تقويم أداء الجامعة، أو نحو ذلك.
وهـذا الخلق يشير إلى أن يتحلى الطالب بسمات شخصية تجعله مقبولاً لدى الآخرين كالتسامح، واحترام الآخرين، والمرح، والعطف، والتواضع، والتفاؤل.وهذا الخلق يجعل الطالب يكتسب خبرات مرضية عن نفسه فـي أي مكان ومع أشخاص مختلفين، ويتذكرها بسرور على مر الزمن.
وهذا الخلق يشير إلى أن اهتمام الطالب بنظافته، والعناية بهندامه، وبرائحته؛ لأن ذلك يعكس شخصيته. وهذا من شأنه أن يجعلـه مقبولاً لدى الآخرين من زملائه ومدرسيه وكل من يتعامل معه خارج قاعة الدراسة. والاهتمام الزائد بالمظهر يشغله عن مقاصده العليا، وبالتالي قد يصل زملاؤه المجدون لمقاصدهم وهو لم يبرح مكانه(أبو زيد.
ويقصد بهذا الخلـق أن يكون الطالب قـادراً على التعبير عن آرائه بلا خوف أو تردد من أمام عضو هيئة التدريس ، انطلاقـاً من دوره كشريك في نجاح العملية التعليمية. أما الطالب الذي لديه عيوب في النطق بسبب الوراثة، فإنه يجب أن يتم احتواؤه، استجابة للاتجاهات المعاصرة في التعليم بعامة، والتي تؤكد على ضرورة دمجه بنظرائه الطلاب العاديين.
ويشير هذا الخلق إلى حاجة طالب الجامعة إلى لغة أخرى مع لغته الأصلية؛ نظـراً لأن طبيعة الدراسة الجامعية تتطلب منه أن يقرأ في مراجع مختلفة، وقد يجد المادة العلمية التي يبتغيها بلغـة أخرى غير لغته فيضطر إلى وسائل قد لا تشبع فضوله العلمي في تحديد ما يستحق القراءة والفهم.
وتتطلب تنمية أخلاقيات طالب الجامعة بنفسه أن يتعرف سمات الطالب المثالي في الجامعة سـواء أكانت شخصية، أو خلقية، أو اجتماعية، أو إرادية، من خلال برامج التوجيه والإرشاد في المرحلة الثانوية، واللقاءات التعريفية بالطلاب المستجدين في المرحلة الجامعية، وبرامج عمادة السنة التحضيرية، وبرامج تدريبية أخرى.
ومن الآثار التربوية لأخلاقيات طالب الجامعـة نحو نفسـه إيجاد نموذج للطالب المثالي في شخصيته، حيث الاتزان في الشخصية، والقدرة على القيام بأدواره على نحو سليم في ضوء إرادة قوية تمكنه من التصرف المقبول.
المادة السادسة-أخلاقيات الطالب نحو دراسته:
يقصد بهذا المجال مجموعة المبادىء والقواعد المسئولة عن ضبط وتوجيه عادات طالب الجامعة التي تتعلق بدراسته. وتتأثر أخلاقياته الدراسية بأخلاقياته في المجالين السابقين. وقد يكون طالب الجامعة مصدر مشكلات عدة، والتي من شأنها أن تسهم في التأثير على جودة التدريس الجامعي، ومنها النوم، والشرود الذهني، وتدني المستوى التعليمي، والرغبة في تحصيل العلم من المحاضرة، والحرص على الدرجات أكثر من الاهتمام بالمادة العلمية، والغياب المستمر، وتتعدد أخلاقيات طالب الجامعة نحو دراسته، ومنها:
يعني هـذا الخلق أن يقوم الطالب بالاطلاع المنظم على خطة كل مقرر دراسي في موعده المحدد؛ ليتعرف الموضوعات القديمة، والموضوعات الجديدة، ومتطلبات تناول الموضوعات، ومواعيد الاختبارات، وباقي متطلبات اجتياز المقرر؛ ليكون على استعداد تام لها.
ويعني هـذا الخلق الانضباط في حضور محاضراته المقررة عليه بدون تأخير ولا غياب إلا في حالات معينة؛ حتى لا يفوت على نفسه فوائد، مثل: تحصيل العلم عن موضوعات المقرر الدراسي من عضو هيئة التدريس مباشرة، والاستفادة من المداخلات التي تتم في المحاضرات، وإثبات جديته لنفسه ومدرسيه. ولا يكون أمامه فراغ قد تزينه نفسه في الاستفادة منه فيما لا يعود عليه بالنفع.
ويشير هـذا الخلق إلى الاستعداد المنظم للطالب حيال المقررات الدراسية، فيقرأ الموضوعات التي لم يتم تناولها من قبل؛حتى يكون على علم بالعناصر الرئيسة والثانوية فيها ، ويحدد الجزئيات التي لم يستطع فهمها بنفسه وبالتالي يريد أن يسأل عنها عضو هيئة التدريس. وينظم أفكاره في حالة رغبته في إثرائها.كما يشير هذا الخلق إلى قراءة الموضوعات التي تم تناولها بصـورة منظمة؛ حتى لا تتراكم عليه موضـوعات المقـررات الدراسـية مجتمعـة، وبالتالـي يصعب عليه المذاكرة التي تعينه على اجتياز الاختبارات.
ويقصد بهذا الخلق أن يعرف الوقت المناسب لطرح أسئلته، ونوع الأسئلة، ومقدارها،كما يعرف الوقت الملائم للإجابـة عن الأسئلة المطروحـة سواء من قبل عضو هيئة التدريس أو زملائه الطلاب؛ حتى لا يتلقـى لوماً لا يرضاه لنفسه من أي فـرد في قاعة المحاضرات، وبالتالي قد يقلل من عزيمته في المشاركة الفاعلة في وقت لاحق، أو يتسبب في إحداث إحراج لفرد ما،وبالتالي يخسره.
ويتطلب تحقيق أخـلاقيات الطالب نحو دراسته أن يتعرف العادات الدراسية للطالب المثالي في الجامعة،ويعالج العادات السيئة التي تسببت في فشله في اجتياز المقررات، وبالتالي كان لها أثر مباشر فـي تأخره في التخرج.وهذه الحال مسئولية مكاتب الإرشاد الأكاديمي في الجامعة التي تقصر دورها على تحديد المقررات،أو حذفها،والتوقيع على نماذجها.
ومـن الآثار التربوية لأخذ الطالب بأخلاقيات هذا المجال شعوره بالرضا عن نفسه، وتحقيق تقدير مدرسيه له، والوفاء بمتطلبات اجتياز المقررات الدراسية، وبالتالي النجاح والتفوق، والتخرج في الوقت المسموح به لائحياً، ونيل شهادات الشكر من قبل جامعته.
المادة السابعة-أخلاقيات الطالب نحو مدرسيه:
يقصد بهـذا المجال مجموعة المبادىء والقواعـد المسئولة عن ضبط وتوجيه علاقات طالب الجامعة بأعضاء هيئة التدريس الذين يأخـذ عنهم العلـم والذين لا يعرفهم. وتتأثر أخلاقياته فـي هذا المجال بأخلاقياته نحو ربًه ونحو نفسه.ومنها:
يعني هذا الخلق أن طالب الجامعة يقدر إنسانيته، ويراعي سنه وخبرته، وينفذ تعليماته التي تنظم علاقته بطلابه، ويثمن جهوده لإدارة الطلاب، ويشكره في محاولاته لتحفيز طلابه على الحضور الفاعل،كما أنه يبتعد عن إحراجه بكثرة الأسئلة أو طرح الأسئلة التعجيزية. والسلام عليه عند رؤيته. واحترام زملائه فلا يتحدث عنهم بما يكره لنفسه.
يشير هذا الخلق إلى أخذ موافقة عضو هيئة التدريس عند دخول قاعة الدرس، وعند الخروج منها، وعند الرغبة فـي طرح أسئلة ما. أو عمل مداخلة على جزئية في طرحه، أو طرح زملائه.كما تعني أخذ موافقته عند طرح آراء زملائه في المهنة، أو انتقادهم في حدود الأدب.
ويعني هـذا الخلق أن يكون حضـور الطالب مع عضو هيئة التدريس بالفكر مثل حضوره بالبدن، فلا ينشغل بأحاديث جانبيه مع زملائـه، أو اللعب بهاتفه الجوال، أو يشرد فكره بعيداً عن الدرس، أو ينام. بل عليه الإنصات له، ومناقشته عن الجزئيـات التي لم يستوعبها جيداً، حتى وإن لزم الأمر ملازمته في طريقه لقاعة أخرى أو السير معه لمكتبه.
ويقصد بهذا الخلق ألاً يبوح الطالب للآخرين بالأحداث التي تتم داخل القاعة الدراسية من أمثلـة ذات حساسية معينة، أو إبراز هفواتـه سواء التي تتعلق بالدرس، أو المعاملة، أو إدارة القاعة إلا لضرورة. وألاً يجعل من سيرته مادة للتندر مع زملائه الطلاب داخل الكلية أو خارجها.
يعد حدوث الخطأ على الآخرين من المسلمات التي تتحقق عند التعامل مع بعضهم البعض، والأخطـاء تتفاوت في قيمتها، فعندما يقع الخطأ من عضو هيئة التدريس من غير قصد ولا عمد، فإذا كان تقـديم الاعتذار خلقاً سامٍ لمرتكبه، فإنه من مكارم الأخلاق أن يتقبل الطرف المتضرر من الخطأ اعتذار الطالب، والصفح عنه،ونسيانه.
ويتطلب أخذ طالب الجامعة بأخلاقيات هذا المجال أن يتعرف واجباته نحو أعضاء هيئة التدريس، وهذه مسئولية الإرشاد الأكاديمي في الجامعة، وأن يقوم كل عضو هيئة تدريس بتزويد طلابه بنسخ من خططهم لمقرراتهم الدراسية؛ ليتعرفوا على رغباتهم ويراعوها بدقة.
ومن الآثار التربويـة لأخلاقيات هـذا المجال تشكيل علاقات تبادلية جيدة بين أعضاء هيئة التدريس وطلابهم، وتنفيذ متطلبات اجتياز كـل مقرر دراسي على حـدة، وكسب ثقة أعضاء هيئة تدريس، وتحيق الرضا المتبادل، والنجاح والتفوق للطلاب.
المادة الثامنة-أخلاقيات الطالب نحو زملائه:
يقصد بهذا المجال مجموعة المبادىء والقواعـد المسئولة عن ضبط وتوجيه علاقات الطالب بزملائـه الطلاب في الجامعة. وتتأثر أخلاقيات الطالب في هذا المجال بأخلاقياته نحو ربًه ونحو نفسه، ومنها:
ويقصد بهذا الخلق أن يكون اهتمام الطالب عند تكوين علاقات مع زملائه الطلاب منصًباً على الجليس الصالح فـي دينه وخلقه وعلمه؛ حتى يستفيد منه في تطوير ذاته دينياً وخلقياً ودراسياً، ويطرح الاهتمام بالسمات الشكلية التي يجيد البعض تصنعها.
-
الاهتمام بتكوين علاقات جيدة:
ويشير هـذا الخلق إلى وجود شبكة مـن العلاقات السليمة مع زملائه الطلاب،وهذا الخلق يتطلب بأن يتحلـى الطالب بسمات شخصية، مثـل: أن يكون ودوداً، ومتواضـعاً، ومرناً، ومرحاً، وصادقاً، وأميناً وغيرها من مقومات العلاقات الاجتماعية الجيدة.
ويعني هذا الخلق أن تكون بين الطالب وزملائـه تبادل منافع وخدمات تعود بالفائدة المتبادلة بينهم،كتزويده بما يفوته من مادة علمية تتعلق بموضوعات المقررات، ومساعدته على توضيح جزئيات غير مفهومـة لديه، والسؤال عنه في حالة غيابه، وفـي مرضه، والدفاع عنه أمام أعضاء هيئة التدريس وأمام زملائه، وتقديم التوجيه والنصح له في تقصيره في واجباته الدراسية.
ويتطلب تحلي طالب الجامعـة بهذه الأخلاقيات أن تغرس الأسرة في نفسه منذ صغره معرفة مقومات التعامل الأمثل مع الآخرين، وحسـن تطبيقها، ثم تكمل المدرسة هذه الوظيفة، بحيث تتضمن المناهج الدراسية موضوعـات عن حقـوق الآخرين،كما تنفـذ أنشطة صفية ولاصفية عن هذه الحقوق، ويأتـي دور الجامعة في تعريفـه بحقوق طالب الجامعة وواجباته؛ ليكون على بصيرة بالحياة الجامعية السليمة.
ومن الآثار التربوية لأخذ الطالب بهذه الأخلاقيات،إشباع حاجة تقدير الذات، وحاجة احترام الآخرين، وتطوير خبراته الاجتماعية، ومعالجة مظاهر قصور الفهم لجزئيات تتعلق بموضوعات المقررات الدراسية.
المادة التاسعة-أخلاقيات الطالب نحو جامعته:
يقصد بهذا المجال مجموعة المبادىء والقواعـد التي ترضاها الجامعة، وتلزم طلابها بمراعاتها في مختلف جوانب السلوك الدراسي والاجتماعي والترويحي، سواء داخلها أم خارجها؛ لأنها مسئـولة عن ضبطها وتوجيهها. وتتأثر أخلاقيات الطالب في هذا المجال بأخلاقياته نحو دراسته ونحو مدرسيه، ومنها:
أي إظهار أشكال التقديـر للجامعة كاحترام الإطـار الفكري لها، مثل رؤيتها، و أهدافها، ورسالتها، ولوائحها، وبرامجها، وخططها، وتعليماتها، والالتزام بتنفيذها، والمحافظة على هويتها والدفاع عن ثوابتها، والمشاركة في نهضتها وهيبتها، وتميزها في الأوساط العلمية والمجتمع.
أي التحدث بالشكل المناسب عن اهتمام الجامعة في توفير التجهيزات التربوية التي تتطلبها العملية التعليمية، والاعتراف بفضل رجالها الذين يعملون للارتقاء بسمعتها، والثناء على جهود أعضاء هيئة التدريس لعنايتهم بطلابهم، والاعتزاز بمعايير قبولها لطلابها، والبعد عن تناول جوانب القصور في أدوارها نحو طلابها مع العوام.
أي عدم ارتكاب ما يسوء لسمعتها من مظاهر مخلة بالطالب المثالي كالغش في الاختبارات، والاشتراك فـي التنظيمات غير المرخصة لها بالجامعة، أو إلحاق الضرر بممتلكاتها، أو توجيه الانتقاص لأسرتها.
وهذا يعني أن يأخذ الطالـب بزمام المبادرة في الاشتراك في أنشطة الجامعة، ولاسيما الأنشطة التي فيها تمثيل للجامعة في المجتمع أو على مستوى الجامعات، فالجامعة هي الوسيط التربوي الثاني بعد البيت الذي يقضي فيه الطالب معظم وقته، هذا من باب الوفاء لها، ولا يجب أن ينتظر شكراً من الجامعة على فعله.
ويتطلب أخذ طالب الجامعة بهذه الأخلاقيات تعرفه واجبات الطالب المثالي تجاه الجامعة، وذلك من برامج إرشادية أو لقاءات أو مطبوعات تصدر عـن الإرشاد الأكاديمي، والإدارات المعنية بشئون الطلاب في الجامعة.
ومن الآثار التربوية لتطبيق الطالب لهذه الأخلاقيات، وعيه الثقافي بجامعته، والتحلي بأخلاق طالب العلم المثالي، وإلزامه المحافظة على سمعة وهيبة الجامعة، والإساهم مع جامعته في مواجهة حالات الطلاب المخالفة لقوانينها.
المادة العاشرة-أخلاقيات الطالب نحو مجتمعه:
يقصد بهذا المجال مجموعة المبادىء والقواعـد التي يرتضيها المجتمع أن توجه وتضبط سلوك طالـب الجامعة، ويلزم بمراعاتها؛لأنهـا مسئولة عن إعداد أجيال، لديها ولاء لثوابته التي يتمسك بها, وأهدافه التي يجند إمكاناته لتحقيقها. وتتأثر أخلاقيات الطالب في هذا المجال بأخلاقياته نحو ربًه ونحو نفسه، ومنها:
ويعني هـذا أن يكون الطالب محبًاً لقيادة مجتمعه، ويظهر أشكاله بالسمع والطاعة لتوجيهاتها، كالحـرص على طلب العلم وفق حاجات سوق العمل، والاعتراف بفضلها على توفير أسباب طلب العلم الجامعي، والارتقاء بسمعته، والمحافظة على إمكاناته، والمشاركة في مناسباته السارة وغير السارة.
وهذا يعـني أن يكون الطالب ملماً جيداً بثقافة مجتمع، وعارفاً بمناسباته الوطنية، ومطلعاً على مشكلاته وأحواله، ومشاركاً في تقديم الحلول لها، ولديه الوعي بثقافة أمته، وهمومها، وتطلعاته.كما يكون لديه إلمام بالأحداث التي تحصل على الصعيد الدولي، و يكون لديه القدرة على تقديم تفسيرات مقبولة نحوها.
ويتطلب أخذ طالب الجامعة بأخلاقياته تجاه مجتمعه تعويده منذ صغره على تطبيق متطلبات الولاء للمجتمع، وهذا يتم مـن خلال الأسرة، فالمدرسـة، ومروراً بجماعة الرفاق، ووسائـل الإعلام، فالجامعة؛ لأن العمـلية تراكمية، وذلك في إطار مراعاة سمات كل مرحلة عمرية؛ حتى تتحقق أهداف الولاء المرغوب فيه للمجتمع.كمـا يتطلب أن تعـرف الجامعـة طلابها بدورهـم الثقافي استجابة للاتجاهات المعاصرة في التعليم الجامعي والتي تتعلق بطالب الجامعة.
ومن الآثار التربوية لأخذ الطالب بهذه الأخلاقيات، صياغة طالب مواطن يعرف حقوق وطنه نحوه، ويعرف ما يجب عليه من واجبات، ويبادر بتنفيذها ولا يخشى نعوتاً قد تقلل من عزيمته وحرصه، وإيجاد مواطن لديه اطلاع جيد بأساسيات ثقافة وطنه وأمته والعالم من حوله، بدلاً من أن يعيش قاصر العلم والثقافة.
والله الهادي إلى سواء السبيل